صحيح أن غالبية مستخدمي الفيسبوك في الشرق الأوسط يعتمدون اللغة الإنجليزية في غياب البدائل، إلّا أن توفّر أدوات استخدام بلغات متعدّدة يدفع الكثيرين وبأعداد متزايدة الى اعتماد العربية، لغتهم الأم.

وفي الآونة الأخيرة، ارتفعت نسبة مستخدمي الواجهة العربية في دول عديدة، خصوصًا في مصر وليبيا والعراق، ما يشير إلى استخدام شعبي أوسع للفيسبوك الذي لم يعد حكرًا على شريحة اجتماعية محدودة تنحصر بالذين يجيدون اللغة الإنجليزية. واستنادًا إلى تقرير التواصل الإجتماعي العربي The Arabic Social Media Report أصبحت الإنجليزية والعربية اللغتين الاكثر استعمالًا من قبل مستخدمي تويتر في الشرق الأوسط، علماً أن عدد التغريدات باللغة العربية بلغ ضعفيّ التغريدات باللغة الإنجليزية في شهر مارس 2012 ( 62.1% مقابل 32.6%).

اقرأ اقل

لا يمكن الهدف من ترويج العلامة التجارية عبر وسائط التواصل الإجتماعي في تكثيف تواتر عرضها على الواجهة الإعلامية، ولا في تمرير رسالة إعلانية أحدية الجانب الى شريحة المستهلكين، إنما أصبح من الملحّ أن تعمد العلامة التجارية إلى بناء قصة تهدف إلى توليد رابط اجتماعي بين العلامة التجارية والفئة المستهدفة. وكما هو الحال على أرض الواقع، ينبغي أن تكون هذه العلاقة التفاعلية حقيقية وصادقة وجاذبة. غير أنّ المحتوى الرقمي العربي المتداول في منطقة الشرق الوسط يعاني من نقص جدّي في الجودة والنوعية، إذ غالباً ما يفتقر إلى عنصر الجذب ويعجز عن توليد محادثة باللغة العربية يُعنى بها المتلقّي ويتفاعل معها إلى درجة تحثّه على مشاركتها مع المنتمين إلى شبكة تواصله الإجتماعي.

تقدّر الإحصاءات أن حصة السعودية والإمارات من مستخدمي الفيسبوك في منطقة الخليج تبلغ 80%. ويشكّل الشباب من الفئة العمرية بين 15 و 29 سنة 70 % من مستخدمي الفيسبوك في العالم العربي. هذا وقد تصاعد عدد مستخدمي الفيسبوك في العالم العربي من 37 مليونًا في مطلع العام 2012 إلى 45 مليونًا في شهر يونيو من العام نفسه.

في ظلّ هذه المعطيات، يتّضح أنّ العلامات التجارية قادرة فعليًا على أن تخترق، وبفعالية كبيرة، الجمهور العربي المتنامي من مستخدمي شبكات التواصل الإجتماعي؛ شرط أن تأتي بنصوص قصصيّة باللغة العربية يُعنى بها جمهورها المستهدف ويتفاعل معها.

اقرأ اقل

تشير الإحصاءات إلى أن 62.8% من مستخدمي الفيسبوك هم من الذكور وأنّ 50% من مجموع مستخدمي الفيسبوك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة. لذا، سواء أكان مركز أعمالكم في الشرق الأوسط أم خارجه، بات من الضروري الأخذ بعين الإعتبار أنّكم تروّجون علامتكم التجارية إلى فئة الشباب الذين يتعرّضون بشكل متواصل إلى المحتوى الرقمي.

استنادًا أيضًا إلى تقرير التواصل الإجتماعي العربي Arabic Social Media Report تشير التقديرات إلى أنّ عدد مستخدمي تويتر في العالم العربي قد وصل إلى حوالي المليونين في نهاية شهر يونيو 2012. أمّا عدد التغريدات الصادرة عن الناشطين في استخدام تويتر فقد بلغ 172 مليون تغريدة في مارس 2012، علمًا أن 88 % منها في صدرت من مستخدمين في الكويت والسعودية ومصر والإمارات والبحرين. وبمّا أنّ اللغة العربية تعتبر من اللغات الأسرع نمواً من بين 25 لغة أخرى مستخدمة على موقع تويتر، فقد اضّطر القيّمون على الموقع إلى إطلاق واجهة مخصصة للّغة العربية.

من جهة أخرى، تعتبر شبكة لينكد-إن LinkedIn من كبار اللاعبين في حلبة التواصل الإجتماعي في ظلّ تنامي شعبيتها في أوساط المهنيين الشباب والمتمرسين في المنطقة؛ إذ وصل مجموع مستخدمي الشبكة في العالم العربي إلى 4 ملايين مستخدم في نهاية يونيو 2012، علمًا أن 70 % منهم تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 سنة. وكما هي الحال مع مستخدمي الفيسبوك، يبدو أن الشباب يشكّلون القوة الدافعة وراء الانتشار المتسارع الذي تشهده شبكة لينكد-إن.

أما فيما يتعلّق بموقع يوتيوب YouTube، فقد تمّ إحصاء مشاهدة 167 مليون مقطع فيديو في العام 2012 في العالم العربي، ما وضع المنطقة في المرتبة الثانية عالميًا في هذا المجال، فجاءت بعد الولايات المتحدة الأمريكية وقبل البرازيل. ويشار إلى أن 90 مليون من مشاهدات مقاطع فيديو يوتيوب تحدث في المملكة العربية السعودية التي سجّلت أعلى عدد من المشاهدات لكل مستخدم إنترنت، وتحتلّ المرتبة الريادية على المستوى الإقليمي في هذا المجال، تليها مصر والمغرب والإمارات العربية المتّحدة.

اقرأ اقل

عند الحاجة لإيصال المضامين الإعلامية لحملة تسويقية باللغة العربية، تتشكّل تحديات كثيرة تتمثّل بفوارق لغوية وثقافية يُضاف إليها معوقات تقنية؛ وهي تندرج على الشكل التالي:

التنوّع اللغوي: تعدّد اللهجات المستخدمة في الدول العربية؛ كأن يكون للعبارة نفسها مجموعة مفردات مختلفة يتفرّد بها بلد معيّن .

التنوّع الثقافي: تشكيلة متنوعة من المعايير الإجتماعية والرموز والتقاليد قد يتميز بها كل بلد عن الآخر.

التنوّع التكنولوجي: إختلاف نظام ترميز الحروف في اللغة العربية عن أنظمة الترميز في اللغات الأخرى.

اقرأ اقل